هى قصه شاب سعودى طالب فى كليه طب ويعمل كسائق تاكسى لكى يوفر مصاريفه ويروى قصته:
*كنت مبتعثا لدراسة الطب في احدى جامعات تكساس بالولايات المتحدة الامريكية
وامضيت ست سنوات هناك تقريبا ولم يتبق سوى التطبيق ثم سنة الامتياز وفي تلك
السنة حدثت حادثة مفجعة لأغلب افراد اسرتي.*
*والحمد لله على كل حال ثم استرسل قائلا: اظنه لا يخفى عليك حادثة الباخرة
المصرية التي غرقت في مياه البحر الاحمر (عبارة السلام). كان اهلي جميعا على
متن تلك الباخرة حيث كانوا متوجهين في رحلة علاجية لوالدتي في مصر والحمد لله
على قضائه وقدره استشهد اهلي جميعا حيث انتقل الى رحمة الله والدي ووالدتي
وثلاثة من اخوتي واثنتان من اخواتي ولم ينج سوى اخي عادل الذي كان عمره حينها
السنة والنصف وأختي هند التي تكبره قليلا ذات السنوات الاربع.*
*كنت حينها في الخارج في آخر سنة دراسية لي ولكن ارادة المولى القدير فاجأني
المصاب وتلقيت الخبر من اقاربي فحزمت حقائبي وتركت كل شيء وعدت لترتيب امور
إخوتي فلقد اصبحت في غمضة عين مسؤولا عن طفلين يتيمين.*
*بدأت اعد العدة لتولي رعاية اخوتي وكنت مصرعلى ألا يتولى رعايتهما غيري حيث
سئمت من بقائهما بين اقاربي.*
*واجهت صعوبة بالغة لرعاية هذين الطفلين لاسيما انهما لايزالان في سن الطفولة
وكوني لم اتزوج بعد زاد من تلك المعاناة، فقررت الزواج لأتمكن من رعايتهما..
بدأت ابحث وخصوصا ان الاختيار لم يكن سهلا ومن ذا تقبل بان تكون اما لطفلين ومن
اول يوم بعد زواجها تذكرت حينها كلمات والدي رحمة الله عليه فقد كان يمازحني
دوما وفي اثناء اجازاتي قائلا زوجتك جاهزة تنتظر الطبيب يعود ويقصد ابنة صديق
له كان يحبه.*
*فكرت واستخرت واستشرت اقاربي فاقدمت متوكلا على الله لاسيما اني اعتبرت ان هذا
الزواج تحقيقا لرغبة والدي فلعله يكون برا بوالدي بعد موته وصلة بمن يحب ذات
ليلة زرت صديق والدي في بيته كي استشيره وقبل ان اتقدم رسميا فاجابني مباشرة
قائلا يا بني لن تجد ابنتي شابا خيرا منك ليكن لقاؤنا غدا واحضر مع اقاربك حتى
تقتدموا رسميا لخطبة ابنتي.*
*في الموعد المحدد حضرت انا وبعض اعمامي الى منزل صديق والدي ورحب بنا في بيته
أجمل ترحيب وقد لفت نظري وجود رجل في مجلسه يظهر على سماته الصلاح لا نعرفه ولم
يعرفنا به.*
*بعدما تحدثنا قليلا وأخبرناه برغبتنا قال اذا توكلنا على الله والتفت الى
يمينه قائلا لذلك الرجل تفضل يا شيخ اكتب عقد النكاح، أي أنه اعد العدة لعقد
الزواج في حينه واحضر المأذون.*
*تفاجأت حيث لم اكن مستعدا نفسيا وماديا فبادرني والد البنت قائلا خير البر
عاجلة وبدأ المأذون بكتابة عقد النكاح فسألني عن الصداق فتلعثمت قليلا حيث لم
أرتب نفسي ففاجأني والد البنت مرة اخرى (ولن انساها ما حييت) فقال اخرج محفظتك،
كم فيها من المال، فاخرجتها ووجدت فيها اربعمائة ريال فقال والد البنت ذاك صداق
ابنتي هذا هو مهرها فكتب ذلك في العقد.*
*قبل أن ينتهي المأذون من كتابة العقد التفت الى وقال الديك شروط يا ولدي قلت:
ابعد كل هذا الاحسان والكرم من والد زوجتي اتراه يكون لدي شروط.*
*ليس لدي أي شرط ففاجأني للمرة الثالثة والد البنت قائلا بل لديك شرط ويجب ان
يكتب ذاك هو ان تقوم ابنتي بتربية اخويك الصغيرين.*
*تزوجت وانا سعيد وتقدمت للجامعة لاتمام سنة الامتياز في احد المستشفيات هنا،
والآن احاول ان احسن وضعي المادي بان اعمل كسائق سيارة اجرة في اوقات الفراغ.
كنت دوما موقنا ان مع العسر يسرا وان الفرج مع الصبر.*
انتهى حديثه
وقبل ان اودعك قارئي اود التأكيد بان القصة واقعية وليست من نسج
الخيال ولعلي هنا ارسل ثلاث رسائل سريعة اولاها ان كل مؤمن ومؤمنة عرضة لكثير من
الابتلاء فمرة يبتلى الانسان بنفسه، ومرة يبتلى بماله, ومرة يبتلى بحبيبه،
وهكذا تقلب الأقدار من لدن حكيم عليم ولكن من آمن ان كل شيء بقضاء الله وقدره
وان اكثر الناس بلاء هم الانبياء هان عليه المصاب.*
*ثانيها ان الصبر مفتاح لكل خير وان مع العسر يسرا وكما قيل ما غلب عسر يسرين.*
*ثالثة الرسائل دعوة صادقة لتيسير الزواج فذاك مدعاة للبركة واحرى وارجى ان
يوفق الله ويبارك في ذلك الزواج فقد روت عائشة – رضي الله عنها – عن النبي صلى
الله عليه وسلم انه قال : (ان اعظم النساء بركة ايسرهن مؤنة) وعن ابن عباس عن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : (خيرهن ايسرهن صداقا) وعن الحسن البصري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (الزموا النساء الرجال ولا تغالوا في
المهور).*